غزة/ سماح المبحوح:
بينما يحاول الوسطاء تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لا يزال الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق يواجه صعوبات في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي وخرقه المستمر للاتفاق، منها عدم التزامه بإدخال شاحنات المساعدات بالكمية المتفق عليها.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس و"إسرائيل" الساري منذ 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على إدخال مساعدات لقطاع غزة تقدر بـ 600 شاحنة يوميا، إلا أن "إسرائيل" لم تلتزم بالاتفاق، وتسمح فقط بدخول 200 شاحنة باليوم على الأكثر.
ويؤكد مكتب الإعلام الحكومي بقطاع غزة، أن حجم المساعدات التي تسمح "إسرائيل" بدخولها لا يتجاوز 200 شاحنة باليوم من أصل 600 متفق عليها، معتبرا ذلك "دليلا واضحا على استمرار سياسة التجويع المتعمّد".
وذكر مدير المكتب الإعلام الحكومي، إسماعيل الثوابتة، في تصريح صحافي أنه "رغم قرار وقف إطلاق النار، والبروتوكول الإنساني الملزِم بإدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات وتجارية يوميا، إلا أن ما يسمح الاحتلال بدخوله فعليا لا يتجاوز 200 شاحنة في أفضل الأحوال"، مشيرا إلى أن ما تدخله "إسرائيل" يشكّل "أقل من الثلث، وما يؤكد أن الجوع يُدار بشكل مقصود وبطيء وتراكمي.
كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل أيام، السماح بدخول قدر كاف من المساعدات الإنسانية اللازمة لإنقاذ الأرواح في غزة، قائلا:" يجب السماح بدخول قدر كاف من المساعدات الإنسانية اللازمة لإنقاذ الأرواح في غزة".
أشبه بالتكتك
رئيس جمعية النقل الخاص في قطاع غزة ناهض شحيبر أكد أن الاحتلال الإسرائيلي لم يطبق بند حجم وعدد شاحنات المساعدات التي من المفترض أن تدخل قطاع غزة الذي ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن شاحنات المساعدات التي يسمح بدخولها للقطاع لا تتعدى 200شاحنة يوميا وفي بعض الأحيان تصل لـ 300 شاحنة.
وأوضح شحيبر لـ "الاستقلال" أن مواصفات الشاحنات وحمولتها التي تدخل من قبل الاحتلال الإسرائيلي تختلف عن الجانب الفلسطيني، بالحجم وبالسعة، قائلا:" الاحتلال الإسرائيلي يعمل على خداع العالم بعدد الشاحنات وكمية حمولتها التي تدخل القطاع، حيث ما يعلن عنه قليل وغير كاف، إضافة لأن مواصفات شاحناته تختلف عن مواصفات الشاحنات التي يمتلكها الجانب الفلسطيني ".
وأضاف:" الجانب الفلسطيني يواجه صعوبات وعراقيل كثيرة، فكثير من الأحيان يتم ارجاع عدد من الشاحنات عن المعابر دون تحميلها بالمساعدات".
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل في الوقت الراهن على ادخال المواد الغذائية والهواتف الخلوية ولا يسمح بدخول مواد أساسية أخرى، كمواد الاعمار والخيام والمساعدات الإغاثية والأدوية وغيرها.
غير واقعية
المختص الاقتصادي محمد أبو جياب رأى أن موضوع شاحنات المساعدات الإنسانية يحظى باهتمام بالغ داخل وخارج قطاع غزة في ظل غياب أي تحسن على الوضع الإنساني، رغم مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار، مشددا أن المطلوب الإعلان عن كميات وأوزان شاحنات المساعدات التي تدخل للقطاع والحديث عن طبيعتها والمشاكل التي تعالجها وليس فقط تحديد عدد الشاحنات التي لا تتسق مع الواقع.
وأشار أبو جياب في حديثه لـ "الاستقلال" أن عدد الشاحنات وطبيعة ما تحويه من مواد وسلع غير مطابق للاتفاق ولا تلبي الاحتياجات الكبيرة لسكان قطاع غزة.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحصاءات غير واقعية، لدخول أكبر عدد من الشاحنات محملة بعدد قليل من المواد التي يسمح بدخولها، حيث لديه شاحنات تتسع لقرابة 28 مشطاح، بينما الجانب الفلسطيني شاحناته تتسع فقط من 10-14 مشاط، وهو الاختلاف والفرق الواضح في الإحصاءات الصادرة من الجانبين.
وبين أن الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن ادخال عدد من الشاحنات عبر المعابر، لكن لا يعمل على تحميلها بكميات من المواد الغذائية وغيرها.
شاحنات المساعدات لغزة.. خدعة "إسرائيلية" ووهم دولي
تقارير وحوارات


التعليقات : 0